اعتدنا أن نذهب بين الحين والآخر في رحلة حول العالم لنشاهد أغرب وأروع الأماكن على ظهر الأرض، لكن رحلتنا اليوم ستكون مختلفة عن أي رحلة ذهبنا إليها سابقاً، لأننا لن نضطر للذهاب إلى أي مكان، بل سندخل إلى داخل أجسامنا لنشاهد عالماً أشد غرابة وإبداعاً من كل شاهدناه من قبل! فهذه المجموعة المدهشة من الصور تم تصويرها باستخدام جهاز المجهر الإلكتروني الماسح SEM الذي يقوم بإظهار صور ثلاثية الأبعاد بتكبير يصل إلى 250,000 مرة! وبدقة تصل من 1 إلى 5 نانومتر!
لنأخذ الآن رحلة مع هذا الماسح الإلكتروني لننظر داخل أنفسنا ونرى عالماً لم نكن نعرف عنه أي شيء:
1. خلايا الدم الحمراء:
هذه الكرات التي تشبه الحلوى هي خلايا كرات الدم الحمراء التي تقوم بنقل الأكسجين من الرئة إلى خلايا الجسم، ثم تقوم بنقل ثاني أكسيد الكربون من خلايا الجسم إلى الرئتين مرة أخرى، وتحتوي بداخلها على مادة الهيموجلوبين التي تعطي الدم لونه الأحمر القاني.
يبلغ عدد كرات الدم الحمراء في الرجل حوالي خمسة مليون خلية فى المليمتر المكعب أما عددها في المرأة فهي حوالي أربعة ونصف مليون في المليمتر المكعب ، ويزيد عدد كرات الدم الحمراء في الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن المرتفعه بسبب نقص نسبة الأكسجين في بيئتهم.
2. تقصف أطراف الشعر:
هذه الصورة التي تبدو كما لو كانت جذع شجرة مكسور هي مجرد شعرة في رأسك! لكنها تكون بهذا الشكل حين تصاب بالتقصف والتكسر من أطرافها. ولتفادي هذا المشهد عليك قص شعرك بانتظام واحرص على تهويته جيداً بجانب استخدام شامبو جيد.
3. خلايا أعصاب بوركينج:
إذا كنت تظن أن هذه الصورة معقدة، تخيل أن هاتان الخليتان اللتان تظهران في الصورة هما جزء من 100 مليار خلية عصبية في دماغك؟!!
هاتان الخليتان هما نوع من خلايا الأعصاب التي تسمى خلايا بوركينج وتقع في المخيخ، وهي مسؤولة عن التنظيم الحركي.
4. خلايا الشعر في الأذن:
هذه الصورة الغريبة هي صورة خلايا الشعر داخل الأذن، وعلى الرغم من أن الصورة ثابتة إلى أن الإثارة الحقيقية لهذه الخلايا تكمن في حركتها الميكانيكية التي تتناغم مع الذبذبات الصوتية التي تسقط عليها لتبدو وكأنها ترقص في لوحة بانورامية مدهشة!
5. العصب البصري ومخرج الأوعية الدموية منه:
القرص الأسود الذي يبدو في الصورة هو العصب البصري الذي ينقل الصورة التي تشاهدها الآن بعينك إلى المخ في صورة إشارات كهربية. أما لماذا يبدو أسوداً؟ لأنه وعلى الرغم من كونه حلقة الوصل بين الشبكية والمخ لينقل الصور التي نشاهدها إلا أنه في حد ذاته بقعة عمياء لا تحتوي على خلايا استقبال الضوء!
6. براعم التذوق في اللسان:
هذه الخلية المخملية الملونة هي خلية التذوق في اللسان، وهي الخلية التي تجعلنا نستطيع الشعور بطعم الأشياء.
وتخيل أنه يوجد على لسانك 10,000 خلية من هذه الخلايا! ومن بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى أن لكل طعم منطقته الخاصة في اللسان، فنستطيع تذوق المادة الحلوة بطرف اللسان، بينما نتذوق المادة المالحة على جانبي اللسان من الأمام، ونتذوق المادة المرة في نهاية اللسان والحنك بينما نتذوق المادة الحامضة على جانبي اللسان والحنك.
7. فتات وجزيئات طعام ملتصقة بالأسنان:
هذه الصورة التي تبدو كما لو كانت مخلفات نفايات نووية، هي في الحقيقة عبارة عن فتات وجزيئات طعام صغيرة جداً ملتصقة بالأسنان، وهي المرحلة الأولى من تكوين الجير، الذي يؤدي إلى التهابات في اللثة وتآكل في العظام المحيطة بالأسنان ويؤدي في بعض الأحيان كذلك إلى التسوّس!
8. تجلط الدم:
على الرغم من جمال هذه الصورة، إلا أنك حين تعرف حقيقتها لن تحبها على الإطلاق!
هذه الصورة التي تجمعت فيها خلايا الدم الحمراء هي الجلطة الدموية التي يتحول الدم السائل فيها إلى تجمعات دموية متماسكة تعمل على سد الشرايين مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في صحة الإنسان قد تنتهي بالوفاة!
أما تلك الخلية الأنيقة العالقة في الوسط فهي خلية دم بيضاء.
9. الحويصلات الهوائية في الرئة:
هذا الشكل الإسفنجي الجميل هو شكل الحويصلات الهوائية داخل الرئة، وهي أكياس هوائية يتم من خلالها تبادل الغازات داخل الرئة. وتحتوي الرئة على ملايين من هذه الحويصلات!
وفكرة عملها بسيطة للغاية، حيث تفتح هذه الحويصلات لتمتلأ بالهواء، فيتم داخلها عملية تبادل بين ثاني أكسيد الكربون الموجود في الشعيرات الدموية المنتشرة حولها، وبين الأكسجين الموجود في الهواء الذي امتلأت به!
وسبب بكاء الجنين عند ولادته بالمناسبة هو انتفاخ هذه الحويصلات بالهواء للمرة الأولى عندما يتنفس برئتيه لأول مرة.
10. سرطان الرئة:
تبدو الصورة ببشاعتها معبرة عن محتواها! فهذه الصورة هي صورة خلايا الرئة حين يصيبها السرطان (عافاكم الله) وتستطيعون مشاهدة الفارق الكبير بينها وبين الخلايا السلمية في الصورة التي تعلوها!
11. انثناءات الأمعاء الدقيقة:
هذه الصورة الغريبة هي شكل الانثنائات الدقيقة التي توجد في الأمعاء الدقيقة. وتعمل هذه الانثناءات على زيادة مساحة السطح الداخلي للأمعاء وبالتالي زيادة امتصاص المواد الغذائية التي يتم نقلها إلى الدم ومنه إلى جميع خلايا الجسم، ويمكن أن نلاحظ في الصورة وجود بعض بقايا الطعام العالقة بين الشقوق.
12. بويضة بشرية محاطة بخلايا إكليلية:
هذه الصورة الرائعة هي صورة البويضة موضوعة على طرف دبوس (انظروا سُمك الدبوس أسفل يسار الصورة لتتخيلوا حجم البويضة!). والغلاف الذي يحيط البويضة يتكون من طبقتين من الزونا بيلليسودا وبروتين سكري لحماية البويضة والمساعدة في الإمساك بالحيوانات المنوية ومنع دخول حيوانات أخرى عند اختراق أحدها للبويضة.
13. الخلايا المنوية على سطح البويضة:
هذه الصورة الرائعة هي صورة عدد من الحيوانات المنوية أثناء محاولتها اختراق البويضة لتخصيبها.
14. جنين بشري مُحاط بحيوانات منوية:
تبدو كساحة معركة، لكنها في الحقيقة عبارة عن صورة تم تصويرها بعد خمسة أيام من تخصيب البويضة، ولا تزال هناك بعض الحيوانات المنوية العالقة حولها.
والصورة تم التقطاها باستخدام الميكروسكوب البؤري، وفيها تشاهدون الجنين وأنوية خلايا الحيوانات المنوية باللون الأرجواني، بينما يظهر ذيل الحيوان المنوي باللون الأخضر. أما عن اللون الأزرق فهو لون الفجوات التي توصل بين الخلايا، وتشكل حلقة الاتصال بينها.
15. صورة للجنين البشري بعد 6 أيام:
بهذا الشكل تبدأ دورة حياتنا بعد 6 أيام من تخصيب البويضة! حين تستقر في البويضة المخصبة في بطانة الرحم، لتتحول بعد تسعة أشهر إلى انسان كامل بمليارات الخلايا التي يعجز عقلنا عن فهم أسرارها حتى اليوم!
وسبحان الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم!..