القوات الدولية لم تكتشف بعد سر استمرار قوة طالبان (الفرنسية)
يبدو أن حركة طالبان حققت تقدما هائلا في صناعة واستخدام الألغام الأرضية, هذا ما يعكسه تزايد عدد الضحايا بين أعدائها, الأمر الذي أثار جدلا واسعا, خاصة في بريطانيا, حول جدوى الاستمرار في هذه الحرب التي تتطلب تضحيات مادية وبشرية كبيرة.
فقد اهتمت الصحف البريطانية بتطورات هذا الصراع ميدانيا وسياسيا وإعلاميا فسلطت الأضواء على مواقف العسكريين والمحللين السياسيين والجمهور البريطاني دون أن تغفل الأفغان أنفسهم.
"
طالبان طورت تكتيكاتها العسكرية وأصبحت أكثر براعة في مراقبة تحركات الجنود البريطانيين واستغلال المعلومات التي تجمعها عنهم دون رحمة
"
ديلي تلغراف
فالحرب هناك, حسب صحيفة ديلي تلغراف, غدت صعبة بالنسبة لقوات التحالف, خاصة بعد تطوير حركة طالبان لألغامها الأرضية التي تسببت في قتل ثلث الجنود البريطانيين الذين قضوا في أفغانستان هذا العام, كما طورت طالبان تكتيكاتها العسكرية وأصبحت أكثر براعة في مراقبة تحركات الجنود البريطانيين واستغلال المعلومات التي تجمعها عنهم دون رحمة.
ورغم أن القوات البريطانية تكثف جهودها لمواجهة هذه المخاطر, فإنها تفشل أحيانا في اكتشاف الألغام المزروعة في طريقها مما يعكس إجراء طالبان تطويرات على هذه الألغام.
وبسبب هذا الوضع دب اليأس في نفوس الجنود البريطانيين, فنقلت صحيفة غارديان عن أحدهم قوله في رسالة وضعها في موقع خاص بالشائعات داخل الجيش البريطاني "علينا أن نتحلى بالصدق ونقر بأن طالبان قادرة على أن تجول وتصول في المنطقة كما يحلو لها, وأعتقد أن نشر مزيد من القوات قد يؤدي إلى تقليص حركتها قليلا لكنه سيعني في المقابل مزيدا من الضحايا في صفوفنا".
ويؤكد جندي آخر على نفس الموقع أن النصر في أفغانستان يتطلب نشر خمسمائة ألف جندي على الأقل, وحتى في حالة نشر هذا العدد فإن المهمة لن تنجز إلا في سبع سنوات, حسب رأيه, ويضيف "إنها حرب لا يمكننا أن نحقق النصر فيها, بل لا حاجة لنا في ذلك أصلا, لأن الأفغان لا يمثلون خطرا على أوروبا, بل لا يعرفون حتى موقعها على الكرة الأرضية".
فعلينا, حسب الأستاذ بجامعة لندن, باتريك ماكاسلان, أن "نخرج من المستنقع الأفغاني, إذ لا علاقة لما يحدث هناك بالحرب على الإرهاب وكل ما في الأمر أننا ندافع عن الحكومة الأفغانية, أو بعبارة أدق مجموعة أمراء الحرب وأباطرة المخدرات والمرتشين التي تحكم أفغانستان والتي لا يهمها العدل في الحكم ولا في توزيع الثروات, بل تنظر إلى ذلك بوصفه عائقا أمام تحقيق مآربها وتكديسها للأموال على حساب الأفغان العاديين ودافعي الضرائب الغربيين الذين يدفعون تكاليف الحفاظ على هذه الطغمة في الحكم.
"
كفى, لا بد من جعل حد لحماقة أفغانستان الحالية
"
بريستون/غاريان
ويبرز الكاتب بيتر بريستون في تعليق له بغارديان نفس الرأي, إذ يقول تحت عنوان "كفى, لا بد من جعل حد لحماقة أفغانستان الحالية" إن جنودنا يقتلون في حرب ظالمة وميؤوس منها.
ويضيف أن كل ما يقدم من مبررات للاستمرار في هذه الحرب لا معنى له على الإطلاق, فالعالم حسب قوله "مليء بالأماكن التي يختبئ فيها عناصر تنظيم القاعدة ويشنون منها عملياتهم سواء تعلق الأمر بالصومال أو السودان أو جاكارتا أو الدار البيضاء, ولا حاجة لمن يريد أن ينفذ عملا إرهابيا في بريطانيا في أن يتلقى تدريبا خاصا في معسكرات القاعدة كما أن ثلاثة أرباع المؤامرات الإرهابية التي استهدفت بريطانيا تم التخطيط لها في باكستان لا أفغانستان, وعليه فإن جنودنا يخوضون الحرب ويقتلون في المكان الغلط, وهذه حماقة يجب أن تتوقف".
والواقع, حسب قول الكاتب, أن أفغانستان ليست دولة على الإطلاق, فهي كشكول من خمس مجموعات عرقية وست لغات رئيسية وعشرات اللهجات المحلية.
ولن تتمكن القوات الدولية من القضاء على طالبان, حسب اللورد آشداون الذي كان زعيما لأحد الأحزاب البريطانية الكبيرة ومبعوثا خاصا للأمم المتحدة في البوسنة, فهي بالنسبة للمناطق التي تنشط فيها حامية حمى الإسلام البشتوني المحافظ وغالبية الناس هناك يفضلونها على القوات الدولية حتى لو مارست ضدهم بعض الجور.
ويصف مراسل صحيفة ذي إندبندنت الوضع في هلمند فيقول "لقد دمرت بيوت الناس وأغلقت مدارسهم ولا تكاد تجد إنسانا إلا يعرف صديقا أو قريبا قتل في المعارك".
"
لا أتذكر يوما واحدا مر بي أحسست فيه بالأمان داخل بيتي
"
أفغاني من هلمند/ذي إندبندنت
وينقل المراسل عن أحد الطلاب في لشكرغاه, عاصمة إقليم هلمند قوله واصفا الوضع "لا أتذكر يوما واحدا مر علي وأنا أحس بالأمان داخل بيتي".
ورغم كل هذه المصاعب والمآسي, يبدو أن المواطنين البريطانيين لا يزالون يؤيدون الاستمرار في هذه الحرب, فقد أظهر استطلاع للرأي, أجرته البي بي سي بالتعاون مع غارديان أن نسبة معارضة الحرب بين الجمهور البريطاني هي 47%, بينما وصلت نسبة تأييد هذه الحرب إلى 46% , كما أظهر الاستطلاع أن 42% من البريطانيين يؤيدون سحب قواتهم فورا من أفغانستان.
يبدو أن حركة طالبان حققت تقدما هائلا في صناعة واستخدام الألغام الأرضية, هذا ما يعكسه تزايد عدد الضحايا بين أعدائها, الأمر الذي أثار جدلا واسعا, خاصة في بريطانيا, حول جدوى الاستمرار في هذه الحرب التي تتطلب تضحيات مادية وبشرية كبيرة.
فقد اهتمت الصحف البريطانية بتطورات هذا الصراع ميدانيا وسياسيا وإعلاميا فسلطت الأضواء على مواقف العسكريين والمحللين السياسيين والجمهور البريطاني دون أن تغفل الأفغان أنفسهم.
"
طالبان طورت تكتيكاتها العسكرية وأصبحت أكثر براعة في مراقبة تحركات الجنود البريطانيين واستغلال المعلومات التي تجمعها عنهم دون رحمة
"
ديلي تلغراف
فالحرب هناك, حسب صحيفة ديلي تلغراف, غدت صعبة بالنسبة لقوات التحالف, خاصة بعد تطوير حركة طالبان لألغامها الأرضية التي تسببت في قتل ثلث الجنود البريطانيين الذين قضوا في أفغانستان هذا العام, كما طورت طالبان تكتيكاتها العسكرية وأصبحت أكثر براعة في مراقبة تحركات الجنود البريطانيين واستغلال المعلومات التي تجمعها عنهم دون رحمة.
ورغم أن القوات البريطانية تكثف جهودها لمواجهة هذه المخاطر, فإنها تفشل أحيانا في اكتشاف الألغام المزروعة في طريقها مما يعكس إجراء طالبان تطويرات على هذه الألغام.
وبسبب هذا الوضع دب اليأس في نفوس الجنود البريطانيين, فنقلت صحيفة غارديان عن أحدهم قوله في رسالة وضعها في موقع خاص بالشائعات داخل الجيش البريطاني "علينا أن نتحلى بالصدق ونقر بأن طالبان قادرة على أن تجول وتصول في المنطقة كما يحلو لها, وأعتقد أن نشر مزيد من القوات قد يؤدي إلى تقليص حركتها قليلا لكنه سيعني في المقابل مزيدا من الضحايا في صفوفنا".
ويؤكد جندي آخر على نفس الموقع أن النصر في أفغانستان يتطلب نشر خمسمائة ألف جندي على الأقل, وحتى في حالة نشر هذا العدد فإن المهمة لن تنجز إلا في سبع سنوات, حسب رأيه, ويضيف "إنها حرب لا يمكننا أن نحقق النصر فيها, بل لا حاجة لنا في ذلك أصلا, لأن الأفغان لا يمثلون خطرا على أوروبا, بل لا يعرفون حتى موقعها على الكرة الأرضية".
فعلينا, حسب الأستاذ بجامعة لندن, باتريك ماكاسلان, أن "نخرج من المستنقع الأفغاني, إذ لا علاقة لما يحدث هناك بالحرب على الإرهاب وكل ما في الأمر أننا ندافع عن الحكومة الأفغانية, أو بعبارة أدق مجموعة أمراء الحرب وأباطرة المخدرات والمرتشين التي تحكم أفغانستان والتي لا يهمها العدل في الحكم ولا في توزيع الثروات, بل تنظر إلى ذلك بوصفه عائقا أمام تحقيق مآربها وتكديسها للأموال على حساب الأفغان العاديين ودافعي الضرائب الغربيين الذين يدفعون تكاليف الحفاظ على هذه الطغمة في الحكم.
"
كفى, لا بد من جعل حد لحماقة أفغانستان الحالية
"
بريستون/غاريان
ويبرز الكاتب بيتر بريستون في تعليق له بغارديان نفس الرأي, إذ يقول تحت عنوان "كفى, لا بد من جعل حد لحماقة أفغانستان الحالية" إن جنودنا يقتلون في حرب ظالمة وميؤوس منها.
ويضيف أن كل ما يقدم من مبررات للاستمرار في هذه الحرب لا معنى له على الإطلاق, فالعالم حسب قوله "مليء بالأماكن التي يختبئ فيها عناصر تنظيم القاعدة ويشنون منها عملياتهم سواء تعلق الأمر بالصومال أو السودان أو جاكارتا أو الدار البيضاء, ولا حاجة لمن يريد أن ينفذ عملا إرهابيا في بريطانيا في أن يتلقى تدريبا خاصا في معسكرات القاعدة كما أن ثلاثة أرباع المؤامرات الإرهابية التي استهدفت بريطانيا تم التخطيط لها في باكستان لا أفغانستان, وعليه فإن جنودنا يخوضون الحرب ويقتلون في المكان الغلط, وهذه حماقة يجب أن تتوقف".
والواقع, حسب قول الكاتب, أن أفغانستان ليست دولة على الإطلاق, فهي كشكول من خمس مجموعات عرقية وست لغات رئيسية وعشرات اللهجات المحلية.
ولن تتمكن القوات الدولية من القضاء على طالبان, حسب اللورد آشداون الذي كان زعيما لأحد الأحزاب البريطانية الكبيرة ومبعوثا خاصا للأمم المتحدة في البوسنة, فهي بالنسبة للمناطق التي تنشط فيها حامية حمى الإسلام البشتوني المحافظ وغالبية الناس هناك يفضلونها على القوات الدولية حتى لو مارست ضدهم بعض الجور.
ويصف مراسل صحيفة ذي إندبندنت الوضع في هلمند فيقول "لقد دمرت بيوت الناس وأغلقت مدارسهم ولا تكاد تجد إنسانا إلا يعرف صديقا أو قريبا قتل في المعارك".
"
لا أتذكر يوما واحدا مر بي أحسست فيه بالأمان داخل بيتي
"
أفغاني من هلمند/ذي إندبندنت
وينقل المراسل عن أحد الطلاب في لشكرغاه, عاصمة إقليم هلمند قوله واصفا الوضع "لا أتذكر يوما واحدا مر علي وأنا أحس بالأمان داخل بيتي".
ورغم كل هذه المصاعب والمآسي, يبدو أن المواطنين البريطانيين لا يزالون يؤيدون الاستمرار في هذه الحرب, فقد أظهر استطلاع للرأي, أجرته البي بي سي بالتعاون مع غارديان أن نسبة معارضة الحرب بين الجمهور البريطاني هي 47%, بينما وصلت نسبة تأييد هذه الحرب إلى 46% , كما أظهر الاستطلاع أن 42% من البريطانيين يؤيدون سحب قواتهم فورا من أفغانستان.