عاهد فاعور، رؤى ياسين وثراء أبو ياسين المبادرة لإقامة هذا المعرض الفني، برعاية كلٌ من جمعية التعاون والأخوة السلامية وفرع التجمع الوطني في عكا وبدعمٍ من الشيخ عباس زكور والفنان العكاوي المتميّز وليد قشاش .
وعند سور عكا الغربي، وأمام بحر المدينة الآسر الجمال ، قرر الفنانون الالتقاء تحت سماء عكا، وقرب أسوارها التي أخضعت الكثيرين ولم تخضع أبدًا ، وما كان ليلتقي الجمع الغفير إلا من أجلِ رسالةٍ وطنية ومعانٍ مقدّسة ، وثباتٍ على الهوية وعمق الذاكرة، وحُب الوطن، واستطاعت عكا ببحرها الهدار وسورها الصامد، أن تحتضن الفن وأهله .
وعن أهمية إقامة المعرض في مدينة عكا قالت ثراء أبو ياسين: "جئنا من مناطق عِدة لنلتقي هنا في عكا، البلد التاريخية التي صمدت قرون عدة، ولا تزال صامدة، رغم استعار العنصرية والتمييز الواضح الذي يعانيه المواطنون الأصليون في عكا، ونحن اليوم بحضورنا نشاركهم همهم ، ونتواصل معهم ، ونقيم المعرض هنا في هذه البقعة في منطقة الفنار ، لنؤكد أنّ تاريخنا الأصيل وحضورنا الإنساني يجمعنا على حب الوطن والانتماء ".
وفي إجابتها عن سؤال حول دور الفن في النضال قالت: "ريشة الفنان تعبّر أكثر من الكلمة، والرسالة تصل الى المتلقي أسرع بكثير من الكاتب، فهي رافضة، ألوانها رادعة، وعميقة المعاني، ولوحاتنا اليوم مزيجٌ من الفن والعطاء ورفض كل ما هو غيرُ انساني وداعٍ للعنصرية وللاضطهاد".
أما الفنان المُشارك ايليا بعيني فبدا متأثرًا بحضوره قرب أسوار عكا، البلد التي " يعتبرها معقل الحضارة الفلسطينية، وتاريخها يشهدُ لها بالصمود والتحدي على مرّ العصور ، وهو يعتز أيضًا بمشاركة الفنانين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية وفي ذلك أكثرُ من رسالة وأجمل من لوحة، حيثُ يبدو الإنسان صديق الإنسان والفنان شريك الفنان في الهم والوجع الإنساني ".
ويرى الفنان وليد قشاش في عكا أجمل لوحة ، وتكاد لا تخلو لوحة من لوحات المشاركين من حضور المدينة، خاصةً أن عكا نموذجًا لعملٍ وطني وارتباطٍ بالأرض واعتزازُ الأهل بتاريخهم وبكل ما يربطهم بالوطن.