الملك والملكة يشرّفان حفل إعلان الفائزين بمبادرة "أهل الهمة"
سلم جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله العشرة الفائزين في مبادرة" اهل الهمة" التي اطلقتها جلالتها بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي جلالته سلطاته الدستورية بتسليط الضوء على الأفراد والجماعات التي أثرت في مجتمعاتها المحلية.
وشرّف جلالتاهما امس الاحتفال الوطني الذي أقامته مبادرة "أهل الهمة" في المدرج الروماني بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء والاميرات ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الاعيان ورئيس مجلس النواب ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ورئيس هيئة الاركان المشتركة وعدد من أصحاب المعالي الوزراء والأعيان وكبار المسؤولين في الدولة وأعضاء لجنة الاختيار لمبادرة "أهل الهمة".
فالمدرج الروماني الذي احتضن احتفال اهل الهمة شحذ الهمة في نفوس الحضور اللذين شاركتهم جلالتها في ترديد كلمة " عاليا " ردا على مقطع اغنية الفنان عمر العبد اللات الذي افتتح برنامج الحفل باغنيته الشهيرة " كيف الهمة " .
واثرت كلمة جلالتها في نفس الحضور وافتتحت جلالة الملكة كلمتها بعبارة " السلام على حامي الوطن سيدنا عبدالله الثاني ابن الحسين, على كل مواطن فاعل ونفس معطاءة. سلام على جبالنا وزيتوننا وزعترنا ورائحة أرضنا العطرة ..السلام على كل من حمل عبء الأمانة " .
وقالت "أمانة المسؤولية ... أمانة تناقلها قاطنو أرضنا الطيبة جيلاً بعد جيل ... نحتوها في صخور البتراء; رفعوها ساريات على قمم الجبال; ربطوها على سنام إبل البادية; حملوها شراراً في عيونهم, على أكتافهم وعقال رؤوسهم " .
وزادت عديدة مسمياتها: مساعدة الغير والفزعة والعونة والنشمية; ضاربة جذورها في كل شبر من الأردن الهاشمي, متوارثة مع كل جيل يولد.
وقالت "أطلقنا أهل الهمة لنجدد الفخر بأنفسنا, ولكي نؤكد لك يا صاحب الجلالة, في العيد العاشر لجلوسك على العرش, أن قلوب الأردنيين غيورة على الأردن وعلى أهله".
وقالت جلالتها في معرض وصفها لمسيرة جلالة الملك في عشرية الحكم "أنت اليوم لا تقف على منصة, بل ترتكز على أكتاف صلبة وهامات مرفوعة, ستظل ترفعك عالياً كي تستشرف مستقبل الأردن; ولتظل قريباً من ضوء القمر, ينير لك الليالي التي تسهرها لإيجاد وسيلة لتحقيق هذا وإصلاح ذاك ..بارك الله في وقتك وتعبك. ليظل بلدنا بحكمتك وحنكتك مزدهراً وآمناً.
واوضحت جلالتها "أهل الهمة كثيرون ... والمرشحون النهائيون المتواجدون معنا هذا المساء يمثلون الآلاف الذين يعملون لخدمة الغير, بشكل فردي أو من خلال جمعيات تكاتف المتطوعون فيها لرفعة المجتمع..
وزادت "يعملون لأنهم مسؤولون, لا عن أنفسهم فقط, بل عن مجتمعهم. مسؤولية تحملوها لأن المواطنة هي تكبد العناء لتحسين ما يمكن تحسينه, وليس فعل ما تراه بمقدورك فحسب. نتمنى ألا يتوقف عطاؤكم ... فأنتم من جعلنا نطلق أهل الهمة. وهذا الاحتفال وما سبقه من فعاليات ما هو إلا لتكريمكم وجعلكم قدوة بل ومثالاً على ما يمكن لنا إنجازه والوصول إليه, إن تمتع كل أردني بالمسؤولية مثلكم".
وتابعت الإنسان المعطاء في المجتمع لا يتوقف عادة ليحسب أفعاله الخيرة; فهو مشغول عن عدها بالعطاء المستمر.. عملتم أيها المرشحون بصمت, فتكلم عن عطائكم غيركم".
وهنأت جلالتها سلفاً العشرة الفائزين ببعثات جامعية باسمهم وقالت " نعول على أن تنتشر, من اليوم, ومن هنا, عدوى العمل لتحسين وضع الغير. أن يكون متلقو هذه البعثات الجامعية على قدر المسؤولية, ويكونوا فاعلين في النهوض بمجتمعهم وسد احتياجاته, كي لا تنطفئ شعلات العطاء العشر التي أضيئت اليوم, بل تتكاثر من العشرات إلى المئات إلى الآلاف, إلى أن تضاء بلادنا بالمسؤولية والإيثار والمواطنة الفاعلة..فالعلم هو أساس كل تطور, ومنه ينهل صناع غد الأردن المشرق.
وواصلت جلالتها "قد لا يكون بلدنا الأغنى بالموارد الطبيعية, لكن العلي القدير كان سخياً مع الأردن بالعقول والقدرات البشرية.."
وقالت جلالتها "قال الحسين الباني, طيب الله ثراه, إن "الإنسان أغلى ما نملك". وقد عززت يا سيدنا ذلك المفهوم باستثمارك في المواطن الأردني. وأثمن ما يقدمه قائد لشعبه هو التمكين, كي يكون عضواً فاعلاً في المجتمع, ولكي لا يكون مسيَراً, بل قائداً.