ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أن مصر أبدت اعتراضاً على الموقف
الإسرائيلى الرافض لنزع أسلحة إسرائيل النووية بشكل واقعى، واكتفائها فقط
بتبرير أنها ليست الدولة الوحيدة التى تمتلك أسلحة نووية.
وأوضحت الصحيفة، أن الممثلين المصريين فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية
انسحبوا عندما بدأ د.شاؤول حوريف رئيس لجنة الطاقة الذرية فى الوكالة
الدولة، فى إلقاء خطابه بالمؤتمر السنوى لوكالة الطاقة الذرية فى العاصمة
فيينا، مشيرة الصحيفة إلى أن انسحاب الوفد المصرى جاء كاعتراض على تأكيد
د.حوريف على أن إسرائيل ليست الدولة الأولى التى أدخلت السلاح النووى إلى
منطقة الشرق الأوسط.
وخلال خطاب المسئول الإسرائيلى، انسحب أيضاً ممثلو بعض الدول
العربية، وعلى رأسهم الوفد الأردنى، خاصة بعد ما طالب د.شاؤول حوريف
الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضرورة فرض رقابة صارمة على البرامج
النووية التى تقوم كل من إيران وسوريا على تطويرها لاستخدامها فى أغراض
عسكرية، على حد زعم إسرائيل.
ومن جانبه حاول البروفيسور الإسرائيلى شاؤول حوريف التأكيد على أن بلاده
موافقة من حيث المبدأ على نزع أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة
النووية، من منطقة الشرق الأوسط، ولكنه طالب بضرورة أن تأتى مبادرة نزع
الأسلحة النووية من دول المنطقة وليس من الدول الغربية، داعياً الدول
العربية إلى إقامة علاقات سلمية بينها وبين إسرائيل.
وأكد حوريف أن بلاده تبذل جهوداً ومستعدة وللحوار والتسوية مع مصر وبعض
الدول العربية التى أدانت وجود المنشآت النووية الإسرائيلية، مثل مفاعل
ديمونة النووى، وطالبت بإخضاعه لرقابة وكالة الطاقة الذرية، لهذا تحاول
إسرائيل التوصل لحل مع مصر بشأن هذا الموضوع.
وأوضح حوريف، أن إسرائيل تتعاون فى مجال السلامة النووية ووقعت اتفاقيات
دولية فى هذا المجال، هذا بالإضافة إلى انضمام إسرائيل إلى المبادرة
الدولية التى الهادفة إلى منع وصول الأسلحة النووية والمواد المشعة إلى
المنظمات الإرهابية، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المؤتمر السنوى لوكالة
الطاقة الذرية سيكون الأخير للدكتور محمد البرادعى الذى سينهى عمله
بالوكالة فى نهاية العام الجارى.
الجدير بالذكر أن د.شاؤول حوريف تطرق إلى سياسات الدكتور البرادعى فى
إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد أن سياسات البرادعى هذه حظيت
العام الماضى بانتقادات شديدة من قبل إسرائيل، وأعرب عن آسفه لهذا التصرف
من د.البرادعى، المنتهية ولايته فى الوكالة الدولية، لأنه كان يتبنى
سياسات "غير دقيقة" تجاه إسرائيل.