حذر السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة العربية
من أن إسرائيل تستهدف قطاعات التعليم والصحة والعمل، بهدف الدفع باتجاه
انهيار الصمود الفلسطينى فى مواجهة سياستها لتكريس الاحتلال ونشر
المستوطنات فى الضفة الغربية وتهويد القدس.
وأوضح صبيح اليوم السبت، فى سياق تعليقه على تقرير للجامعة العربية يكشف
واقع التعليم فى القدس والأراضى العربية المحتلة، أن إسرائيل تعمل على
تسرب الطلاب من المدارس ليذهبوا للعمل، ثم تصدمهم بعد التسرب بأن واقع
العمل مؤلم والبطالة مرتفعة، لتدفعهم للهجرة إلى خارج فلسطين.
وقال صبيح، إن إسرائيل تعمل باستمرار لإيجاد جيل فلسطينى معوق صحيا، وعقله
غير سليم، ومشوش نتيجة صعوبات الحياة، وهذا يأتى فى وقت يعانى فيه الأطفال
الفلسطينيون فى الأراضى المحتلة وبخاصة فى القدس وغزة ومخيمات اللجوء من
سوء التغذية.
ولفت إلى أن من يرسم السياسة الإسرائيلية الخطيرة بحق أبناء الشعب
الفلسطينى ليست مجموعة من الساسة فقط، بل يدعمهم خبراء وأكاديميون ينطلقون
من دراسات متخصصة فى عملهم وتوصياتهم.
وقال السفير صبيح، إننا نحن نواجه سياسة إسرائيلية تهدف للنيل من الشعب
الفلسطينى ثقافيا وصحيا وحياتيا، لإحداث انهيار فى البنية الأساسية
الفلسطينية، غير أنه شدد على أن الشعب الفلسطينى متمسك، رغم ما يعانيه من
قهر وظلم وفقر وتدنٍ بمستوى المعيشة نتيجة الاحتلال، بحقوقه الثابتة وفى
مقدمتها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى
ديارهم، وجلاء المستوطنين
والاحتلال بشكل تام.
وأكد صبيح أن هناك وهما كبيرا لدى إسرائيل، بأن الشعب الفلسطينى بسبب
سياساتها سيهجر أرضه، مضيفا: "لقد مر هذا الشعب بظروف أقسى وصمد، وسيصمد
ويبقى مرابطا فى أرضه".
وأعرب السفير محمد صبيح عن أمله بأن تنجز المصالحة الفلسطينية قريبا ووفق
الموعد المعلن وهو الرابع والعشرون من الشهر الجارى، لافتا إلى مخاطر
استمرار الانقسام على الموقف الفلسطينى، والقضية الوطنية الفلسطينية بشكل
عام. وثمن فى هذا الإطار الجهود المصرية المبذولة لرأب الصدع، وتعزيز
الوحدة الفلسطينية، وقال إن جهود مصر مدعومة من قبل الدول العربية، منوها
بقرارات مجلس الجامعة العربية فى هذا الشأن.