يبدو أن التوتر في العلاقات التركية الإسرائيلية آخذ في التزايد، رغم محاولات الجانبين التقليل من أهميته، فتركيا بدأت تدريجياً وعلى نحو متزايد تتطرق إلى الأزمة في وسائل إعلامها الرسمية، وذلك رداً على ما يبدو للتصريحات الإسرائيلية المتزايدة التي تحاول ترسيخ "فكرة الأزمة والتوتر في العلاقات" بين البلدين من خلال زيادة "جرعة" الأخبار التي تفيد بوجود أزمة بينهما.
وكما يتضح، فإن إلغاء مناورات "نسر الأناضول" لم يكن السبب الرئيسي في التوتر، ولكنه بداية ظهورها إلى العلن، خصوصاً وأن إسرائيل ربطت المسألة بالعملية العسكرية في قطاع غزة أوائل العام الجاري.
ولا تتحاشى إسرائيل من إبراز التوتر بين البلدين وربطه مع "الخلفية الدينية" للحزب الحاكم في تركيا، رغم أن الأخير فتح باب المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا.
الأهم من ذلك كله أن الأمر ترافق مع مجيء الأحزاب الإسرائيلية اليمينية للحكم، وخصوصاً مع استلام بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء في إسرائيل، واستلام، أفيغدور ليبرمان وزارة الخارجية في تلك الحكومة.
استدعاء سفير تركيا لدى إسرائيل
فخلال الأيام القليلة الماضية، كشفت الإذاعة الإسرائيلية عن مجموعة من الأخبار المتعلقة بـ"التوتر" بين البلدين، وآخرها، أن إسرائيل احتجت لدي تركيا على مسلسل "تركي محلي" يظهر الجنود الإسرائيليين وكأنهم "قتلة أطفال" على حد زعم الإذاعة الإسرائيلية.
وجاء في الخبر أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أصدر توجيهاته باستدعاء سفير تركيا لدى إسرائيل إلى وزارة الخارجية وإبلاغه بالاحتجاج على بث التلفزيون التركي لمسلسل يُظهر الجنود الإسرائيليين و"كأنهم قتلة أطفال"، وفقاً للإذاعة.
وأضافت الإذاعة الإسرائيلية في خبرها، نقلاً عن مراسلها، أن ليبرمان وصف بث هذا المسلسل بأنه تحريض خطير للغاية ضد إسرائيل، تحت رعاية حكومة أنقرة.
من جهة أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي يزور بولندا حالياً إن العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وتركيا مستقرة وهامة للغاية، مبينا أن أي نسيج علاقات يشهد المد والجزر أحياناً.
وأوضح الوزير الإسرائيلي أن المناورات الجوية المشتركة لإسرائيل وتركيا لم تلغ، وإنما تأجلت وأن تأجيلها لن يلحق الضرر بالعلاقات بين البلدين على المدى البعيد.
تركيا تنوي فرض غرامة على إسرائيل
وفي خبر آخر، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر في وزارة الدفاع التركية قوله إن أنقره ستفرض غرامة مالية على إسرائيل بمبلغ يزيد على3 ملايين دولار، بسبب تأخيرها في تزويدها بطائرات من دون طيار.
وأضاف أن انقره ستتجه إلى المحكمة الدولية للتحكيم التجاري في حال رفضت إسرائيل تسديد هذا المبلغ.
تراجع التبادل التجاري بين البلدين
وفي خبر ثالث، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا تراجع بنسبة 40 في المائة.
وقالت الإذاعة إنه يستدل من معطيات نشرت الأربعاء أن انخفاضاً بنسبة 40 في المائة طرأ خلال فترة الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي على حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا قياساً مع نفس الفترة من العام الماضي.
وأضافت أنه طرأ كذلك ارتفاع حاد على حجم الديون المستحقة على تجار أتراك لمصدرين إسرائيليين.
وتابعت أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المذكورة بلغ حوالي 800 مليون دولار، وأنه طرأ انخفاض بشكل خاص على صادرات المعادن والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية إلى تركيا.
حوار إسرائيلي حول الأزمة
وأجرت الإذاعة الإسرائيلية حواراً حول الأزمة التركية الإسرائيلية، حيث استضاف محرر الشؤون الشرق أوسطية، يوسي نيشر، البروفسور عوفرا بانجو، الخبيرة في الشؤون التركية.
وأشار نيشر إلى أن محللين سياسيين إسرائيليين يعتبرون الخطوة التركية بمثابة ترجمة عملية من قبل الجيش التركي، ويصفها بأنها الأولى من نوعها، لمواقف رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان "المعادية لإسرائيل" على حد قوله.
وأضاف في معرض تقديمه بأن "أنقرة بدورها تناور بين التوضيح بأن المناورات لم تستبعد إسرائيل فحسب، بل جميع القوات الأجنبية، وبين تأكيد العلاقة بين قرار استبعاد إسرائيل عن المناورات والاستياء التركي من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة في نهاية العام الماضي.
وأشار إلى أنه من الواضح أن تولًي حزب العدالة والتنمية، ذو الميول الإسلامية، الحكم في تركيا في العام 2002 من جهة والجمود في مسيرة السلام في المنطقة الذي يرافقه أحياناً تصعيد أمني، من جهة أخرى، هما من أبرز مصادر التوتر بين تركيا وإسرائيل بعد سنوات من التحالف متعدد المجالات بين الدولتين.
الأزمة: وجهة نظر تركية
على الجانب التركي، ذكرت وسائل الإعلام التركية أن الدافع الحقيقي وراء استبعاد إسرائيل من المناورات التركية "نسر الأناضول" يتعلق بصفقة أسلحة قديمة بين البلدين.
فقد أفادت مصادر إعلامية تركية أن السبب الحقيقي الكامن وراء القرار التركي الخاص بإلغاء القسم الدولي من مناورات "نسر الأناضول" لغرض الحيلولة دون مشاركة الطائرات الإسرائيلية فيها لم يكن سبباً سياسياً، بل رد فعل يتعلق بصفقة أسلحة بين البلدين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء التركية "جيهان."
تصريحات متبادلة بين تركيا واسرائيل
وفي خبر آخر قالت الوكالة إن وزارة الخارجية التركية أصدرت بياناً ردت فيه على تصريحات منسوبة لمسؤولين إسرائيليين ضد تركيا بسبب قرار إلغاء مشاركة إسرائيل في مناورات نسر الأناضول الجوية في تركيا.
أما هيئة الإذاعة والتلفزيون التركي فقد نقلت عن وزير خارجية تركيا، أحمد داود أوغلو، قوله إن تركيا أظهرت حساسيتها وستواصل إظهارها، داعياً المسؤولين الإسرائيليين إلى العقل السليم بشأن الأزمة التي ظهرت عقب اتضاح عدم مشاركة الطائرات الإسرائيلية في المناورة.
وقال أوغلو بهذا الصدد: "نحن نولي أهمية بالغة لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة واحترام الهوية الدينية والثقافية للمسجد الأقصى والحرم الشريف والقدس الشرقية. وقد أظهرت تركيا حساسيتها بهذا الشأن وستستمر بذلك."
تخفيف إسرائيلي لحدة التوتر!
وفي خبر آخر، قالت الإذاعة التركية إن عدداً من الوزراء الإسرائيليين يحاولون التخفيف من حدة الأزمة، فقد نقلت عن صحيفة "يديعوت أحرونوت قولها إن وزير البنى التحتية الإسرائيلي، بنيامين بن إليعازر، عبر انزعاجه من موقف إسرائيل تجاه تركيا.
وقال إليعازر خلال اجتماع الحكومة: "الأمر متعلق بوجود مصالح استراتيجية بيننا وبين تركيا. وينبغي علينا التحلي بالصبر إلى أبعد حدود من أجل عدم ديمومة هذه المواقف التشاؤومية."
من جانبها أعلنت مؤسسة الإذاعة الإسرائيلية في خبر لها أسندته الى دبلوماسيين إسرائيليين رفيعي المستوى أنهم يؤمنون بأن إعادة تأسيس علاقات جيدة مع تركيا ستكون في صالح بلادهم.
العلاقات التركية العربية
بالمقابل، أخذت العلاقات التركية العربية تتطور بصورة سريعة ومتزايدة في الآونة الأخيرة، في ظل تحسن أكبر في العلاقات التركية الخارجية.
فقد لعبت تركيا ومازالت تلعب دوراً مهماً في محاولة رأب الصدع في العلاقة بين دمشق وبغداد.
كذلك تطورت علاقات أنقرة مع دمشق بصور متسارعة مؤخراً، إلى حد فتح الحدود أمام مواطني البلدين للتنقل دون تأشيرات.
وكما يتضح، فإن إلغاء مناورات "نسر الأناضول" لم يكن السبب الرئيسي في التوتر، ولكنه بداية ظهورها إلى العلن، خصوصاً وأن إسرائيل ربطت المسألة بالعملية العسكرية في قطاع غزة أوائل العام الجاري.
ولا تتحاشى إسرائيل من إبراز التوتر بين البلدين وربطه مع "الخلفية الدينية" للحزب الحاكم في تركيا، رغم أن الأخير فتح باب المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا.
الأهم من ذلك كله أن الأمر ترافق مع مجيء الأحزاب الإسرائيلية اليمينية للحكم، وخصوصاً مع استلام بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء في إسرائيل، واستلام، أفيغدور ليبرمان وزارة الخارجية في تلك الحكومة.
استدعاء سفير تركيا لدى إسرائيل
فخلال الأيام القليلة الماضية، كشفت الإذاعة الإسرائيلية عن مجموعة من الأخبار المتعلقة بـ"التوتر" بين البلدين، وآخرها، أن إسرائيل احتجت لدي تركيا على مسلسل "تركي محلي" يظهر الجنود الإسرائيليين وكأنهم "قتلة أطفال" على حد زعم الإذاعة الإسرائيلية.
وجاء في الخبر أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أصدر توجيهاته باستدعاء سفير تركيا لدى إسرائيل إلى وزارة الخارجية وإبلاغه بالاحتجاج على بث التلفزيون التركي لمسلسل يُظهر الجنود الإسرائيليين و"كأنهم قتلة أطفال"، وفقاً للإذاعة.
وأضافت الإذاعة الإسرائيلية في خبرها، نقلاً عن مراسلها، أن ليبرمان وصف بث هذا المسلسل بأنه تحريض خطير للغاية ضد إسرائيل، تحت رعاية حكومة أنقرة.
من جهة أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي يزور بولندا حالياً إن العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وتركيا مستقرة وهامة للغاية، مبينا أن أي نسيج علاقات يشهد المد والجزر أحياناً.
وأوضح الوزير الإسرائيلي أن المناورات الجوية المشتركة لإسرائيل وتركيا لم تلغ، وإنما تأجلت وأن تأجيلها لن يلحق الضرر بالعلاقات بين البلدين على المدى البعيد.
تركيا تنوي فرض غرامة على إسرائيل
وفي خبر آخر، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر في وزارة الدفاع التركية قوله إن أنقره ستفرض غرامة مالية على إسرائيل بمبلغ يزيد على3 ملايين دولار، بسبب تأخيرها في تزويدها بطائرات من دون طيار.
وأضاف أن انقره ستتجه إلى المحكمة الدولية للتحكيم التجاري في حال رفضت إسرائيل تسديد هذا المبلغ.
تراجع التبادل التجاري بين البلدين
وفي خبر ثالث، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا تراجع بنسبة 40 في المائة.
وقالت الإذاعة إنه يستدل من معطيات نشرت الأربعاء أن انخفاضاً بنسبة 40 في المائة طرأ خلال فترة الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي على حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا قياساً مع نفس الفترة من العام الماضي.
وأضافت أنه طرأ كذلك ارتفاع حاد على حجم الديون المستحقة على تجار أتراك لمصدرين إسرائيليين.
وتابعت أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المذكورة بلغ حوالي 800 مليون دولار، وأنه طرأ انخفاض بشكل خاص على صادرات المعادن والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية إلى تركيا.
حوار إسرائيلي حول الأزمة
وأجرت الإذاعة الإسرائيلية حواراً حول الأزمة التركية الإسرائيلية، حيث استضاف محرر الشؤون الشرق أوسطية، يوسي نيشر، البروفسور عوفرا بانجو، الخبيرة في الشؤون التركية.
وأشار نيشر إلى أن محللين سياسيين إسرائيليين يعتبرون الخطوة التركية بمثابة ترجمة عملية من قبل الجيش التركي، ويصفها بأنها الأولى من نوعها، لمواقف رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان "المعادية لإسرائيل" على حد قوله.
وأضاف في معرض تقديمه بأن "أنقرة بدورها تناور بين التوضيح بأن المناورات لم تستبعد إسرائيل فحسب، بل جميع القوات الأجنبية، وبين تأكيد العلاقة بين قرار استبعاد إسرائيل عن المناورات والاستياء التركي من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة في نهاية العام الماضي.
وأشار إلى أنه من الواضح أن تولًي حزب العدالة والتنمية، ذو الميول الإسلامية، الحكم في تركيا في العام 2002 من جهة والجمود في مسيرة السلام في المنطقة الذي يرافقه أحياناً تصعيد أمني، من جهة أخرى، هما من أبرز مصادر التوتر بين تركيا وإسرائيل بعد سنوات من التحالف متعدد المجالات بين الدولتين.
الأزمة: وجهة نظر تركية
على الجانب التركي، ذكرت وسائل الإعلام التركية أن الدافع الحقيقي وراء استبعاد إسرائيل من المناورات التركية "نسر الأناضول" يتعلق بصفقة أسلحة قديمة بين البلدين.
فقد أفادت مصادر إعلامية تركية أن السبب الحقيقي الكامن وراء القرار التركي الخاص بإلغاء القسم الدولي من مناورات "نسر الأناضول" لغرض الحيلولة دون مشاركة الطائرات الإسرائيلية فيها لم يكن سبباً سياسياً، بل رد فعل يتعلق بصفقة أسلحة بين البلدين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء التركية "جيهان."
تصريحات متبادلة بين تركيا واسرائيل
وفي خبر آخر قالت الوكالة إن وزارة الخارجية التركية أصدرت بياناً ردت فيه على تصريحات منسوبة لمسؤولين إسرائيليين ضد تركيا بسبب قرار إلغاء مشاركة إسرائيل في مناورات نسر الأناضول الجوية في تركيا.
أما هيئة الإذاعة والتلفزيون التركي فقد نقلت عن وزير خارجية تركيا، أحمد داود أوغلو، قوله إن تركيا أظهرت حساسيتها وستواصل إظهارها، داعياً المسؤولين الإسرائيليين إلى العقل السليم بشأن الأزمة التي ظهرت عقب اتضاح عدم مشاركة الطائرات الإسرائيلية في المناورة.
وقال أوغلو بهذا الصدد: "نحن نولي أهمية بالغة لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة واحترام الهوية الدينية والثقافية للمسجد الأقصى والحرم الشريف والقدس الشرقية. وقد أظهرت تركيا حساسيتها بهذا الشأن وستستمر بذلك."
تخفيف إسرائيلي لحدة التوتر!
وفي خبر آخر، قالت الإذاعة التركية إن عدداً من الوزراء الإسرائيليين يحاولون التخفيف من حدة الأزمة، فقد نقلت عن صحيفة "يديعوت أحرونوت قولها إن وزير البنى التحتية الإسرائيلي، بنيامين بن إليعازر، عبر انزعاجه من موقف إسرائيل تجاه تركيا.
وقال إليعازر خلال اجتماع الحكومة: "الأمر متعلق بوجود مصالح استراتيجية بيننا وبين تركيا. وينبغي علينا التحلي بالصبر إلى أبعد حدود من أجل عدم ديمومة هذه المواقف التشاؤومية."
من جانبها أعلنت مؤسسة الإذاعة الإسرائيلية في خبر لها أسندته الى دبلوماسيين إسرائيليين رفيعي المستوى أنهم يؤمنون بأن إعادة تأسيس علاقات جيدة مع تركيا ستكون في صالح بلادهم.
العلاقات التركية العربية
بالمقابل، أخذت العلاقات التركية العربية تتطور بصورة سريعة ومتزايدة في الآونة الأخيرة، في ظل تحسن أكبر في العلاقات التركية الخارجية.
فقد لعبت تركيا ومازالت تلعب دوراً مهماً في محاولة رأب الصدع في العلاقة بين دمشق وبغداد.
كذلك تطورت علاقات أنقرة مع دمشق بصور متسارعة مؤخراً، إلى حد فتح الحدود أمام مواطني البلدين للتنقل دون تأشيرات.