ماذا يعرف العالم عن عباس بن فرناس؟
قرأت عن قصة رحلة إيكاروس من الأدب الروماني القديم، حيث تمثل هذه القصة إحدى الأساطير الرومانية الشهيرة وتتحدث عن الملك مينوس الذي كلف العالم دايدالوس بمهمة بناء متاهة كبيرة ومعقدة جدا وبعد أن أكمل العالم بناء المتاهة حبس الملك العالم مع ابنه الصغير إيكاروس في إحدى الأبراج التابعة لمملكته والتي تمثل إحدى الجزر الصغيرة في البحر الأبيض المتوسط وذلك حتى لا يتمكن العالم من صناعة متاهة مماثلة في مملكة أخرى. أثناء مكوثه في البرج استطاع العالم دايدالوس صناعة اجنحة من الريش والشمع والحبال له ولابنه الصغير في محاولة منه للهرب من الجزيرة عن طريق الطيران من أعلى البرج الذي يحتجزهما. وبعد ان قفز الأب وابنه من البرج استطاعوا الطيران لمسافة معينة ثم ذاب الشمع وسقط الإثنان في وسط البحر وماتا هناك.
ذكرتني هذه القصة بالعالم العربي المسلم عباس بن فرناس، وأنا لا أكاد أعرف عنه إلا القليل، ثم قرأت عنه في إحدى الموسوعات العالمية ـ ويكيبيديا ـ وما مذكور عن هذا العالم في اللغتين الانكليزية والسويدية فوجدت الحقائق المدهشة التالية:
أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس التاكرني (810-887 م)، أول من حاول الطيران، مخترع و فيلسوف وشاعر أندلسي من قرطبة، من موالي بني أمية. عاش في عصر الخليفة الأموي الحكم بن هشام و عبدالرحمن الناصر لدين الله و محمد بن عبد الرحمن الأوسط في القرن التاسع للميلاد. كان له اهتمامات في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء. اشتهر أكثر ما اشتهر بمحاولته الطيران إذ يعده والمسلمون أول طيار في التاريخ. اشتهر بكثرة اختراعاته والتي ذكر بعضها المؤرخون. اخترع ابن فرناس ساعة مائية سماها "الميقات"، وهو أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وأول من فك بها كتاب العروض للخليل.. كثير الإختراع والتوليد، واسع الحيل حتى نسب إليه عمل الكيمياء.
ومن الواضح حسب المصادر أن عباس بن فرناس قام بتجربته في الطيران بعد أبحاث وتجارب عدة، وقد قام بشرح تلك الأبحاث أمام جمع من الناس دعاهم ليريهم مغامرته القائمة على الأسس العلمية. وتذكر بعض المصادر أن بن فرناس صنع آلة للطيران بعد دراسة وتشريح ميكانيكا الطيران عن الطيور وأفلح في طيرانه ولكنه واجه مشاكل في الهبوط ويبدوا أنه تعرض للأذى البسيط عند نزوله، ولكنه لم يمت وانما مات بعد التجربة ببضع طويلة.
في ليبيا صمم طابع بريد يصور محاولته الطيران واطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وفي العراق وضع تمثال (*)له على طريق مطار بغداد الدولي، وسمي مطار آخر شمال بغداد باسمه.
وتكريما له سميت فوهة قمرية باسمه وتعرف الآن بفوهة ابن فرناس القمرية!!.
كما ذكرت مصادر غربية أخرى معلومات أخرى كثيرة تتضمن وصف لسعة علم هذا الرجل واختراعاته وانجازاته العلمية القيمة في مجال الفلك والطيران والكيمياء وعلوم أخرى.
فوهة قمرية باسمه!!. معلومة مدهشة.
فرحت وحزنت في نفس الوقت من معرفة هذه المعلومات الهامة.. فرحت لافتخاري بهذا العالم الجليل الذي ينتمي للحضارة العربية الإسلامية ولأن العالم الغربي يعرف هذه المعلومات ويذكرها بصيغة التعجب والمدح.. وحزنت للحال الذي وصلت إليه تلك الحضارة وتيهها عن مقومات نهوضها من جديد والمتمثلة في تثبيت الإيمان والانطلاق من أسسه ومرتكزاته كما نعتقد.