كلما سمعت خبرا عن تدمير إسرائيل لأحد أنفاق غزة أتذكر كيف أنقذت (فكرة الأنفاق نفسها)
حياة المدنيين في أزمنة وبلدان مختلفة
..
فحين حاصر الجيش النازي مدينة ليننجراد الروسية لم ينقذ سكانها من الموت جوعا إلا حفر أنفاق تجاوزت خطوط الألمان العسكرية ..
وحين حاصر الصرب مدينة سبرنتزا عملت الأنفاق كأنابيب إنقاذ ووسيلة هرب أتاحت للمسلمين الصمود وتخفيف حجم الإبادة ..
وحين كانت برلين مقسمة بين الشرق والغرب كانت أفضل وسيلة لتجاوز سورها الفاصل هو حفر أنفاق تمتد من أرضيات المنازل في الشرق حتى جنة الرفاهية في الغرب ..
وفي عام 1978 اكتشف جنود كوريا الجنوبية نفقا عظيما يمتد من كوريا الشمالية باتجاه العاصمة "سيئول" يكفي لمرور جيش كامل.
وكان هذا النفق آخر ما اكتشف ضمن أنفاق كثيرة أمر بحفرها دكتاتور كوريا الشمالية كيم إيل سونج منذ توقف الحرب الأهلية في الخمسينيات (...في حين يمكن اليوم للسياح زيارتها) !
أما الأنفاق الفيتنامية فلعبت دورا أساسيا في إخراج الفرنسيين من فيتنام ثم هزيمة الأمريكان واحتلال الشطر الجنوبي إبان السبعينيات .
وكانت تستعمل من قبل المقاومة لمباغتة العدو ونقل المؤن وتهريب السلاح والاختباء من القصف الجوي . وكانت تتوسع في بعض المناطق لتشمل نقاط استراحة وغرف طوارئ ومخازن تموين وكان بعضها عميقا لدرجة المرور تحت الجداول والأنهار - ..
وبفضل الطبيعة الاستوائية لفيتنام كانت مداخل ومخارج هذه الأنفاق تخفى بمهارة بين الحشائش والأشجار الأمر الذي زاد من فعاليتها وحيرة الأمريكان في مقاومتها !!
وكانت الأنفاق الفيتنامية تبنى عمدا بمقاييس ضيقة كي لا يتمكن الجنود الأمريكان (أصحاب القامات الطويلة مقارنة بالفيتناميين) من مطاردة جنود الفيتكونج في حال اكتشافها ..
أما الفكرة ذاتها فظهرت عام 1948 اتقاء لقصف الجيش الفرنسي الذي احتل فيتنام قبل الغزو الأمريكي .
وكانت كل مجموعة صغيرة تكلف بحفر أنفاقها الخاصة في المنطقة التي تقاوم فيها .
وبمرور الوقت التحمت تلك الأجزاء وشكلت شبكة أنفاق معقدة تحت الأرض زاد طولها بحلول عام 1965 على 270 كلم
وحين دخل الثوار العاصمة سايغون وطردوا الأمريكان نهائيا عام 1975 حضر كثير منهم عبر هذه الشبكة الممتدة حتى الحدود الكمبودية (... والتي بدورها يمكن اليوم للسياح الأمريكان زيارتها)!!
أما في عالمنا العربي فتعمل أنفاق غزة هذه الأيام كشرايين تغذية وأنابيب تنفس تتيح لغزة الصمود بعد تحولها لأكبر سجن في التاريخ ..
وحتى أكتوبر الماضي وصل عدد الأنفاق المعروفة فقط إلى 915 نفقا يتم من خلالها تهريب الدواء والغذاء والملابس وحتى البشر ..
ومن فرط الحصار وطول المعاناة تحول إنشاء الأنفاق إلى مشاريع خاصة يأخذ عليها أصحابها رسوما مجزية .. ومقابل الضرائب التي تأخذها حماس على السلع المهربة عبر الأنفاق توفر لملاكها الكهرباء وخراطيم التهوية والتأمين على حياة الحفارين (الذين تجمعهم نقابة خاصة تضم 400 حفار رسمي)..
والمدهش فعلا أن أنفاق غزة تتمدد وتتشعب تحت الأرض لمسافات طويلة متجاوزة الحدود الدولية ونقاط التفتيش الإسرائيلية ..
وكلما نجحت إسرائيل في تدمير أحدها يعود الحفارون في اليوم التالي لوصل مسار النفق أو تحويله إلى آخر مجاور ..
وهذا الإصرار المدهش جعل إسرائيل في حالة يأس حقيقي خصوصا بسبب دورها في تهريب الأسلحة وبالتالي تضمينها في مباحثاتها مع الفلسطينيين في حين طلبت مساعدة أمريكا للكشف عنها بالأقمار الصناعية !
فحين حاصر الجيش النازي مدينة ليننجراد الروسية لم ينقذ سكانها من الموت جوعا إلا حفر أنفاق تجاوزت خطوط الألمان العسكرية ..
وحين حاصر الصرب مدينة سبرنتزا عملت الأنفاق كأنابيب إنقاذ ووسيلة هرب أتاحت للمسلمين الصمود وتخفيف حجم الإبادة ..
وحين كانت برلين مقسمة بين الشرق والغرب كانت أفضل وسيلة لتجاوز سورها الفاصل هو حفر أنفاق تمتد من أرضيات المنازل في الشرق حتى جنة الرفاهية في الغرب ..
وفي عام 1978 اكتشف جنود كوريا الجنوبية نفقا عظيما يمتد من كوريا الشمالية باتجاه العاصمة "سيئول" يكفي لمرور جيش كامل.
وكان هذا النفق آخر ما اكتشف ضمن أنفاق كثيرة أمر بحفرها دكتاتور كوريا الشمالية كيم إيل سونج منذ توقف الحرب الأهلية في الخمسينيات (...في حين يمكن اليوم للسياح زيارتها) !
أما الأنفاق الفيتنامية فلعبت دورا أساسيا في إخراج الفرنسيين من فيتنام ثم هزيمة الأمريكان واحتلال الشطر الجنوبي إبان السبعينيات .
وكانت تستعمل من قبل المقاومة لمباغتة العدو ونقل المؤن وتهريب السلاح والاختباء من القصف الجوي . وكانت تتوسع في بعض المناطق لتشمل نقاط استراحة وغرف طوارئ ومخازن تموين وكان بعضها عميقا لدرجة المرور تحت الجداول والأنهار - ..
وبفضل الطبيعة الاستوائية لفيتنام كانت مداخل ومخارج هذه الأنفاق تخفى بمهارة بين الحشائش والأشجار الأمر الذي زاد من فعاليتها وحيرة الأمريكان في مقاومتها !!
وكانت الأنفاق الفيتنامية تبنى عمدا بمقاييس ضيقة كي لا يتمكن الجنود الأمريكان (أصحاب القامات الطويلة مقارنة بالفيتناميين) من مطاردة جنود الفيتكونج في حال اكتشافها ..
أما الفكرة ذاتها فظهرت عام 1948 اتقاء لقصف الجيش الفرنسي الذي احتل فيتنام قبل الغزو الأمريكي .
وكانت كل مجموعة صغيرة تكلف بحفر أنفاقها الخاصة في المنطقة التي تقاوم فيها .
وبمرور الوقت التحمت تلك الأجزاء وشكلت شبكة أنفاق معقدة تحت الأرض زاد طولها بحلول عام 1965 على 270 كلم
وحين دخل الثوار العاصمة سايغون وطردوا الأمريكان نهائيا عام 1975 حضر كثير منهم عبر هذه الشبكة الممتدة حتى الحدود الكمبودية (... والتي بدورها يمكن اليوم للسياح الأمريكان زيارتها)!!
أما في عالمنا العربي فتعمل أنفاق غزة هذه الأيام كشرايين تغذية وأنابيب تنفس تتيح لغزة الصمود بعد تحولها لأكبر سجن في التاريخ ..
وحتى أكتوبر الماضي وصل عدد الأنفاق المعروفة فقط إلى 915 نفقا يتم من خلالها تهريب الدواء والغذاء والملابس وحتى البشر ..
ومن فرط الحصار وطول المعاناة تحول إنشاء الأنفاق إلى مشاريع خاصة يأخذ عليها أصحابها رسوما مجزية .. ومقابل الضرائب التي تأخذها حماس على السلع المهربة عبر الأنفاق توفر لملاكها الكهرباء وخراطيم التهوية والتأمين على حياة الحفارين (الذين تجمعهم نقابة خاصة تضم 400 حفار رسمي)..
والمدهش فعلا أن أنفاق غزة تتمدد وتتشعب تحت الأرض لمسافات طويلة متجاوزة الحدود الدولية ونقاط التفتيش الإسرائيلية ..
وكلما نجحت إسرائيل في تدمير أحدها يعود الحفارون في اليوم التالي لوصل مسار النفق أو تحويله إلى آخر مجاور ..
وهذا الإصرار المدهش جعل إسرائيل في حالة يأس حقيقي خصوصا بسبب دورها في تهريب الأسلحة وبالتالي تضمينها في مباحثاتها مع الفلسطينيين في حين طلبت مساعدة أمريكا للكشف عنها بالأقمار الصناعية !