تتنوع صور العنف وتأخذ وجوها مختلفة, فما بين عنف جسدي وعنف جنسي هناك نوع من العنف لا يصرح به عادة فهو عنف لا تظهر اثاره للعين ولا احد يراه, ولكنه من اخطر انواع العنف اللذي يشهده مجتمعنا, حيث يترك في النفس جرحا عميقا لم يستطع الطب الحديث ان يداويه, ألا وهو العنف النفسي..
يستعمل بعض الناس اسلوب التخويف, التحقير والاذلال في التعامل مع "بعض فئات المجتمع", ولكل فرد منهم اسلوبه وهدفه الا ان النتيجة واحدة, "جرح في النفس".
ومن صور العنف النفسي اللذي نشهده جميعا هو "العادات والتقاليد"!!.. نعم..العادات والتقاليد, فعلى الرغم من وصول الثقافة والوعي الى مجتمعاتنا العربية, الا ان العقلية العربية ما زالت رهينة لنوع من العقيدة الشعبية, هذه العقيدة التي بلغت قوتها حدها الاقصى لتتفوق على الدين!!, وغالبا ما تكون الضحية من النساء, حيث يُدخل الى عقولهن بعض المفاهيم الخاطئة حتى تتغلغل في عقلهن الواعي واللاواعي وممنوع عليها التعبير عن رأيها او الدفاع عن حقها وبذلك يتم مصادرة رأي المرأة وتجاهله حتى في امورهن الخاصة,فكثيرا ما يتم اجبارها على الزواج من شخص لا تريده, بحجة انه " فلان محجوز لفلانة" كما قال الاخ زياد الخطيب, على الرغم من وجود نص ديني يوجب اخذ رايها واللذي يعتبر احد اركان زواجها, وفي النهاية يقولون " الاقربون اولى بالمعروف", أي معروف هذا اللذي يؤدي الى تفكك المجتمع!!
المرأة العربية ما زالت حتى هذه اللحظة و خصوصا في مناطق القرى واللتي تحتوي على اكثر عدد من الممارسات الاجتماعية تعاني من هذه الممارسات والمصادرات لحقوقها والتعامل معها ككيان انساني مستقل!!
كتابة واعداد : جيهان ابومخ