رغم أنها لم تصبح ظاهرة مألوفة أو علنية، إلا أن بعض وسائل الإعلام المحلية السورية بدأت تتحدث عن ما يعرف باسم "المساكنة" وهي تعني إقامة شاب وفتاة في سكن واحد دون أن يكون بينهما عقد زواج، وهو أمر مرفوض في مجتمع محافظ كالمجتمع السوري، ويعزو بعض الخبراء الاجتماعيين بروز هذه الظاهرة المحدودة إلى انتشار البطالة بين الشباب وعدم قدرتهم على تحمل كافة مسؤوليات الزواج.
إلا أن الشابة كاترين ترى في المساكنة صراعا بين عادات وتقاليد المجتمع من جهة والرغبة من جهة أخرى، وترى أن "المساكنة هي ثمرة انتصار الرغبة"، أما شريكها في السكن فادي فيرى في "المساكنة" لعبة ذكاء "أي يجب أن تصنع شيئاً من التوازن بين ما تريده أنت وما يريده المجتمع، ولا يتردد في القول إن الجسر الذي يصل بين هذين الأمرين هو الكذب".
أما مرح وسامر- وفي حديثهما عن تجربتهما في المساكنة لصحيفة "الثورة" السورية"- يرفضان اعتبار الأمر أنه تمرد على قوانين المجتمع وخرق لها، ويتابع سامر "كل ما في الأمر أننا نريد أن نعيش بحرية وعلى طريقتنا".
لكن مرح تضيف بسخرية لاذعة "منذ فترة طويلة ترتبط كلمة المجتمع في ذهني بكلمة النفاق وقبل أن تسترسل يضع سامر النقاط على حروف شريكته ويعتبر "أن رفض المجتمع للمساكنة لا يأتي في سياق الدفاع عن أخلاق معينة، وإنما بسبب عدم قدرة الكثير ممن يرفضون على تحقيق هذا الأمر، لأسباب تتعلق بظروفهم ومستوى وعيهم".
وحول مدى الارتباط بين المساكنة والزواج يؤكد خالد أنهما- هو وشريكته- لا يعتبران أن فترة المساكنة هي مرحلة ما قبل الزواج، "نحن نعيش لحظة حب مكتملة الجوانب وهذا هو الأمر المهم".
وتقول شريكته نغم "لا نريد أن نتعامل مع الزواج على أنه ضريبة يجب أن ندفعها لأننا اخترنا المساكنة ( ثم تتابع) أما إذا توفرت الظروف المناسبة، وكان لدينا رغبة حقيقية في الزواج، فلا مشكلة بين قدرة الفرد ونفاق المجتمع".